كثير من الناس يشكون من أن رواتبهم تنتهي بسرعة، بينما قد تجد شخصًا دخله أقل لكنه لا يشعر بالضيق، والسبب هو البركة.
فالبركة لا تتعلق بالراتب العالي الذي تمتلكه، بل هل هذا المال أو النعمة التي أعطاها لك الله تكفيك أم لا..
هذا هو معنى البركة!
ولهذا، سوف نتحدث عن البركة التي ستحصل عليها إذا خصصت جزءًا من مالك أو راتبك الشهري لله …
فضل الصدقة من الراتب
قال الله تعالى: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” [البقرة: 261]
نستنتج من هذه الآية العظيمة أن الصدقة من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فهي تطهِّر النفس، وتزيد البركة في المال والولد والصحة.
كما حثَّ النبي ﷺ على الصدقة بقوله: “إنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتَدْفَعُ عَن مِيتَةِ السُّوء” (رواه الترمذي).
البركة في الراتب الشهري
كثير من الناس يظنون أن الصدقة تُنقص المال، بينما الحقيقة أنها تزيده بركةً وحفظًا.
- الصدقة لا تُنقص المال بل تزيده
قال النبي ﷺ: “ما نقصت صدقة من مال” (رواه مسلم).
تأمل الوعد فهو من النبي صلى الله عليه وسلم!
وهذا وعد صادق من النبي صلى الله عليه وسلم بأن المال الذي يُنفق في سبيل الله لا يضيع …
بل يعوّضه الله بطرق قد لا يدركها الإنسان، سواء بزيادة الرزق، أو بصرف البلاء، أو بجعل القليل كافيًا.
- مضاعفة الأجر والرزق
قال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} (البقرة: 261).
وهذا يعني أن ما يُخرج في سبيل الله ينمو ويتضاعف بفضل الله وكرمه.
- الصدقة سبب للبركة في الراتب
الصدقة تجعل المال يكفي ويزيد، وتحفظه من النفقات غير المتوقعة أو المصائب المالية.
- الصدقة تداوي الفقر وتدفع البلاء
قال النبي ﷺ: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء”
- البركة في الأولاد والعمل والصحة
من يتصدق يجد أثر ذلك في حياته، ربما في تيسير أموره، أو في نجاح أولاده، أو في راحة البال.
تعرف الآن على فضل الصدقة في دفع البلاء
كيفية حساب الصدقة من الراتب
بالنسبة للصدقة …
يُستحب لك أن تُخصص جزءًا من راتبك إذا كنت موظف…
فمهما كانت الصدقة بسيطة، فلو كانت الصدقة بشكل منتظم، فهذا فيه من الفضل عظيم والأجر كبير.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أدومها وإن قل).
أما بالنسبة للزكاة الواجبة، فهي تُفرض على المال المدخر إذا بلغ (ما يعادل 85 جرام من الذهب) وحال عليه الحول (مرور سنة هجرية كاملة).
في هذه الحالة، يجب إخراج 2.5% من المبلغ المدخر كزكاة.
حيث قال الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية للرد عن السؤال الوارد حول اخراج الزكاة من الراتب قائلا: إنه لا زكاة على المرتب الثابت فى ذاته، لأن المال الذى تجب فيه الزكاة يشترط فيه أن يكون مملوكا للشخص ملكا تاما وحال عليه الحول وبلغ النصاب، وعندما حال عليه الحول لم يكن أقل من النصاب الذى تجب فيه الزكاة.
ولذلك اذا كان الراتب يُنفق بالكامل شهريًا ولا يتبقى منه شيء، فلا زكاة عليك.
التصدق بنسبة محددة من الراتب
لا توجد نسبة محددة شرعًا للصدقة من الراتب؛ فالأمر يعتمد على قدرة الفرد ورغبته في الإنفاق في سبيل الله.
ولا بأس للمسلم أن يتصدق بما يتيسر له دون تحديد نسبة معينة، مع مراعاة احتياجاته والتزاماته المالية.
وفيما يتعلق بالتصدق بنسبة محددة من الراتب، باستقطاع 10% من الراتب مثلًا، فلو استمر عليه المسلم سيكون عمل عظيم إن شاء الله!
يوازن بين التصدق والاحتياجات الشخصية والعائلية، مسترشدًا بقول الله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا” [الفرقان: 67].
تعرف على أفضل الصدقات الجارية للاحياء
كيفية إخراج الصدقة من الراتب
كما قلنا من قبل، يُنصح بأن تكون الصدقة بقدر ما تستطيع دون أن تُثقل عليك أو تؤثر سلبًا على احتياجاتك الأساسية.
أفكار إخراج الصدقة من الراتب:
- خصص نسبة ثابتة من راتبك شهريًا للصدقة على طلبة العلم، حتى لو كانت بسيطة.
- ساهم في مشروعات خيرية مستدامة، مثل: الوقف الخيري ،كفالة الأيتام أو بناء المساجد.
تبرع الآن وساهم في وقف النخيل الخيري
