نعم، يجوز الصدقة لغير المسلمين وتعتبر متوافقة مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي أُنزلت رحمة للعالمين وذلك لأن الصدقة في الإسلام تجسد معاني البر والإحسان والرحمة التي يدعو إليها ديننا.
تضم القائمة التي يمكنك التصدق عليها المعاهد غير المسلم الذي بين دولته ودولة المسلمين عهد وميثاق، كذلك المستأمن الذي دخل بلاد المسلمين بأمان مؤقت، ويُستثنى من ذلك مَن يُحارب الإسلام والمسلمين، أو مَن تُستخدم أموال الصدقة في تقوية شوكته ضدهم.
هل تجوز الصدقة لغير المسلمين؟ تعرف على الحكم والآراء
الإجابة المباشرة والمُجمع عليها بين جمهور الفقهاء هي: نعم، تجوز الصدقة التطوعية على غير المسلم، بل هي من أعمال البر المستحبة التي يُثاب عليها المسلم.
حكم الصدقة لغير المسلم “حكم إعطاء الصدقة للكافر” هذا ليس رأيًا عابرًا، بل هو راسخ في نصوص الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى العدل والإحسان مع جميع الناس، ما لم يكونوا في حالة حرب وعداء مع المسلمين.
الأدلة من القرآن الكريم
الدليل الأوضح والأقوى في هذا الباب هو قول الله تعالى في سورة الممتحنة:
“لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” (الممتحنة: 8).
هذه الآية الكريمة تضع قاعدة ذهبية في التعامل:
- البر (أَن تَبَرُّوهُمْ): وهو أعلى درجات الإحسان والصلة، ويشمل الصدقة والهدية والكلمة الطيبة.
- القسط (وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ): وهو العدل في التعامل معهم.
- الشرط: أن يكونوا من غير المحاربين أو المعتدين على المسلمين.
كما يستدل العلماء بقوله تعالى في وصف الأبرار:
“وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” (الإنسان: 8).
فالأسير في ذلك الوقت كان غالبًا من غير المسلمين، وإطعامه دليل على شمول الرحمة الإسلامية.
الأدلة من السنة النبوية الشريفة
السنة النبوية مليئة بالمواقف العملية التي تؤكد هذا المبدأ:
صلة الأم المشركة (حديث أسماء بنت أبي بكر):
- روى البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: “قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ”
- الصلة هنا تشمل العون المالي والصدقة.
- الدلالة: جواز الإحسان إلى الوالدين غير المسلمين بالمال والبر.
الرحمة الشاملة (حديث المرأة البغي التي سقت كلبًا):
- رواه البخاري: أن امرأة بغي غفر الله لها لأنها سقت كلبًا عطشان.
- الدلالة: إذا كان الإحسان إلى الحيوان سببًا للمغفرة، فكيف سيكون الإحسان إلى الإنسان الذي كرمه الله، بغض النظر عن دينه؟
تعرف على من تجوز ولا تجوز عليهم الصدقة من غير المسلمين
| من تجوز عليهم الصدقة | من لا تجوز عليهم الصدقة |
|---|---|
| الذمي: غير المسلم المقيم في بلد مسلم بعهد أمان | غير المسلم المحارب: يُقاتل المسلمين ويُعاديهم |
| المعاهد: بين دولته ودولة المسلمين عهد وميثاق | الزكاة المفروضة لغير المسلم: لا تُعطى له الزكاة |
| المستأمن: دخل بلاد المسلمين بأمان مؤقت | الغني القادر على الكسب: لا يُعطى من الزكاة |
| غير المسلم المسالم المحتاج | من يستخدم المال في معصية واضحة: يُكره إعطاؤه |
في النهاية، سوف تلاحظ أن الرحمة والعدل أساس التعامل، فالإسلام دين يدعو إلى بناء جسور من التواصل الإنساني القائم على هذه الأسس، والدليل على ذلك هو أن الجواب عن سؤال “هل تجوز الصدقة لغير المسلمين؟” هو نعم، بكل وضوح ورحمة، فقد شجّع الإسلام على البر والإحسان لجميع البشر ما لم يكونوا محاربين.
لا تتردد في مد يد العون لمحتاج تراه، سواء كان جارك أو زميلك، فصدقتك عليه هي برٌ وقربةٌ تؤجر عليها، ودليل على فهمك لجوهر رسالة الإسلام العالمية.
الآن، بعد أن عرفنا حكم الصدقة لغير المسلمين وأدلتها، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكننا تطبيق هذا البر في حياتنا اليومية؟
شارك بهذا الخير مع “بالم أواسيس”، واجعلنا جسرًا يصلك بالجميع، وتبرع بمبلغ مالي يساعد في زرع نخيل في أراضٍ متعددة، يعود نفعه بالخير الدائم على كل المحتاجين.
الأسئلة الشائعة
هل يجوز التصدق على غير المسلم في الإسلام؟
نعم، يجوز بل ويُستحب إعطاء المال لغير المسلمين، مثل الجار أو زميل العمل أو أي محتاج، وهذا من أبواب البر والإحسان التي حث عليها الإسلام لإظهار سماحته وتأليف القلوب.
هل يجوز إخراج الزكاة لغير المسلم؟
لا، لا يجوز إخراج الزكاة المفروضة لغير المسلم حسب إجماع جمهور الفقهاء والمذاهب الأربعة لأن الزكاة هي حق معلوم للمسلمين الفقراء، وعلى الرغم من وجود بعض الاستثناءات إلا أن القاعدة العامة المستقرة هي أن الزكاة للمسلمين.
ما الفرق بين الزكاة والصدقة التطوعية في إعطائها لغير المسلمين؟
الزكاة: فريضة مالية للمسلمين فقط، تُصرف لفئات محددة (كالفقراء المسلمين)، ولا تُعطى لغير المسلمين إلا في حالات نادرة.
الصدقة التطوعية: تبرع اختياري لجميع المحتاجين (مسلمين وغير مسلمين)، بشرط ألا يكون المستفيد معاديًا للإسلام.
المصادر:
إعطاء الصدقة لغير المسلم – الإسلام سؤال وجواب
