خلق الله بعضنا لبعض لنساعد ونمد يد العون، كل شخص بدون الآخر تصبح حياته أكثر صعوبة وإرهاق؛ لذلك يوجد فضل كبير لمساعدة الناس ومساعدتهم، في هذا المقال سنذكر فضل قضاء حوائج الناس وفضل السعي في هذا، وسنذكر آيات وأحاديث تدل على هذا الفضل، وقصص وأمثلة متنوعة، وكيف يساعدك بالم أواسيس في مساعدة من حولك.
فضل قضاء حوائج الناس
مساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم من الأشياء التي لها أجر كبير وتأثير في المجتمع وفي حياة الفرد أيضًا، فضل قضاء حوائج الناس كبير جدًا ومن أكثر الأعمال التي تساعد في تحسين حياة الآخرين والحصول على حقوقهم.فضل السعي في قضاء حوائج الناس
السعي في مد يد العون للآخرين له فضل كبير وله تأثير في حياة فاعله وفي حياة الآخرين، إليك فضل قضاء حوائج الناس:- يعتبر السعي في مساعدة الناس من طرق الوصول إلى حب الله ورضاه، مع إخلاص النية لله وأن الفعل ليس لأي سبب آخر سوى الحصول على رضا الله.
- قضاء حاجة الناس يساعد في حصول الإنسان على الشهادة بفضله في الدنيا والآخرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس” (رواه الطبراني)
- قضاء حاجة الآخرين يؤجر الإنسان عليه بقضاء حاجته يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم “من قضى لأخيه حاجة، فقد قضى الله له حوائج يوم القيامة”.
- يساعد في تحسين حياة الآخرين وتخفيف المعاناة عن الكثيرين، وحصولهم على حقوقهم.
- زيادة الحسنات على قول النبي صلى الله عليه وسلم “من مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له، كتب الله له بها حسنات”.
- الحصول على التيسير من الله في كل أمور الدنيا وفي الآخرة أيضًا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم “من يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة”.
- تعزيز روح التعاون والإحسان بين الآخرين وأن يشعر كل شخص بالآخر.
-
تفريج الكربات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” (رواه مسلم)
اقرأ ايضا :دور المؤسسات الخيرية في مساعدة الفقراء
أحاديث عن فضل السعي في قضاء حوائج الناس
هناك الكثير من الأحاديث التي تحث على مساعدة الآخرين وقضاء حوائج الناس، قال النبي صلى الله عليه وسلم:- “من يسر على مسلمٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة”.
- من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
- من مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له، كتب الله له بها حسنات.
- فضل الأعمال أن تُدخل على أخيك المسلم سرورًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطعمه طعامًا.
- من قضى لأخيه حاجة من حوائج الدنيا، قضى الله له حاجة من حوائج يوم القيامة.
آيات قرآنية عن قضاء حوائج الناس
مد يد العون للآخرين ومساعدتهم ذُكر في العديد من الآيات القرآنية التي تحث عليه وتأمر به، قال تعالى في كتابه العزيز:- “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” سورة البقرة.
- “إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” سورة التوبة.
- “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” سورة المائدة.
- “وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنهَرْ” سورة الضحى.
اقرأ ايضا :فضل مساعدة الفقراء
أقوال السلف في قضاء حوائج الناس
يوجد العديد من أقوال السلف في قضاء حوائج الناس: عطاء بن أبي رباح: “تفقَّدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، أو مشاغيل فأعينوهم، أو كانوا نسوا فذكِّروهم”. الحسن بن سهل: “علامَ تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاةً كما أن للمال زكاةً؟!”. الحسن البصري: “لأن أقضي لأخ لي حاجةً أحب إليّ من أن أعتكف شهرين”. عبيد بن العباس: “إن أفضل العطية ما أعطيت الرجل قبل المسألة، فإذا سألك فإنما تعطيه ثمن وجهه حين بذَله إليك”. عبد الله بن جعفر: “ليس الجوَاد الذي يعطيك بعد المسألة، ولكن الجواد الذي يبتدئ؛ لأن ما يبذله إليك من وجهه أشدُّ عليه مما يُعطى عليه”. مطرف بن عبد الله: “إذا كانت لك إلي حاجة، فلا تكلمني فيها، ولكن اكتبها في رقعة، ثم ارفعها إلي، فإني أكره أن أرى في وجهك ذلَّ المسألة”. أسماء بن خارجة: ما شتمتُ أحدًا قط، ولا رددتُ سائلًا قط؛ لأنه إنما كان يسألني أحد رجلين: إما كريم أصابته خصاصة وحاجة، فأنا أحق مَن سدَّ مِن خَلَّته، وأعانه على حاجته، وإما لئيم أَفدي عرضي منه، وإنما يشتمني أحد رجلين: إما كريم كانت منه زلة أو هفوة، فأنا أحق مَن غفَرها، وأخَذ بالفضل عليه فيها، وإما لئيم فلم أكن لأجعل عرضي إليه”.اقرأ ايضا :أفضل الصدقات
ماذا تعني “قضاء حوائج الناس” في الإسلام؟
قضاء حوائج الناس في الإسلام هي الإجتهاد في مساعدة الآخرين وتقديم الأعمال التي تساعد كل الأشخاص التي تفتقد أساسيات الحياة مثل الطعام والشراب والمأوى والعلاج وهذه حقوق كل شخص وأساسيات حياته؛ لذلك ذكر الإسلام مصطلح قضاء حوائج الناس لأنه يعبر عن تلبية احتياجات الأشخاص الأساسية.كيف يساهم قضاء حوائج الناس في تحسين حياتك في الدنيا والآخرة؟
قضاء حوائج الناس يساعد في تحسين حياة كل فرد في الدنيا والآخرة وهذا من خلال العديد من الأشياء مثل:- زيادة السكينة في النفوس والشعور بالراحة والطمأنينة من خلال مساعدة الآخرين وتلبية الاحتياجات الأساسية لحياة كريمة لهم.
- البركة في المال والرزق، قال تعالى في كتابه الكريم ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾ سورة البقرة.
- قضاء حوائج الناس يساعد في الخروج من الكروب والمصاعب وإبعاد السوء، قال صلى الله عليه وسلم (من يُفرج كربة عن مؤمن يُفرج الله عنه كرب الدنيا قبل الآخرة).
- الفوز برضا الله والتقرب إليه بعمل الخير ومساعدة الآخرين.
- قضاء حوائج الناس يساعد في زيادة الحسنات وتكفير الذنوب استنادًا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إنَّ الصدقةَ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ» (رواه الترمذي).
قصص عن فضل حوائج الناس
العديد من القصص التي تؤكد أهمية وقيمة قضاء حوائج الناس:- مر على عبد الله بن عباس رجل وكانت له حاجة فقال له بن عباس “هل تستطيع أن تأخذ من ذلك المال في حقيبتي؟”، فقال له الرجل “لكن ذلك مالك”، فقال له بن عباس “نعم هو مالنا، مالنا في النهاية هو مال الله ونحن لا نستطيع أن نملك شيئًا إلا أن نشارك به”، وأعطاه الكثير من المال، وسأله عن حاجة ثانية فقال هل “خدمتك خيرًا لي”.
- ذهب رجل إلى الإمام الشافعي يحتاج إلى المساعدة فقال له “ماذا تحتاج؟”، قال له الرجل “أحتاج كتب لتعلم العلم”، ذهب الإمام الشافعي إلى المكتبة التي يدرس منها وأخذ بعض الكتب وقال للرجل “ابدأ بالتعلم، وأحسن في طلب العلم؛ لأنه طريق إلى الله”.
السعادة في قضاء حوائج الناس
قضاء حوائج الناس من أكثر الأعمال التي تُدخل السعادة إلى القلوب وهذا لما فيها من أجر عظيم وأيضًا تغيير حياة فرد إلى الأفضل وتحسين جودتها، بعد هذا العمل العظيم يدخل إلى القلب الراحة والسرور والرضا من عند الله.أمثلة على قضاء حوائج الناس
من أفضل الأمثلة على قضاء حوائج الناس كان نبي الله موسى، في سورة القصص (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).اقرأ ايضا :الوقف الخيري في الإسلام
