أفضل الصدقات

تخيل أنك تزرع شجرة، تسقيها يومًا بعد يوم، ثم بعد سنوات، تجدها قد أثمرت ظلًا يستظل به عابر سبيل، وثمرًا يقتات منه جائع، وأكسجينًا يُحيي به الله أنفاس البشر. 

هكذا هي الصدقة، أثرها يمتد أبعد مما تتخيل، وبركتها تفيض على حياتك في الدنيا والآخرة.

لكن، هل تساءلت يومًا ما هي أفضل الصدقات؟ 

أيها يبقى أثره، ويستمر أجره، ويعود عليك بالنفع العظيم؟

اعتبارات المفاضلة بين الصدقات

الصدقات كالبحر، تتنوع الصدقات، ولكل منها ثوابها الخاص وأثرها.

لكن كيف تختار الصدقة التي تترك أعظم الأثر في حياتك وحياة الآخرين؟

 إليك بعض الاعتبارات التي قد تساعدك في اتخاذ هذا القرار:

  1. حالة المتصدق: إذا كنت تمتلك القليل، فإن عطاءك يصبح أكثر ثوابًا، لأنك تقدم مما تحتاج وتؤثر على نفسك. 

قال النبي ﷺ: “سبق درهم مائة ألف درهم“.​

  1. حاجة المتصدق عليه: البحث عن أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة ” الفقراء الحقيقيون ” يجعل صدقتك أكثر تأثيرًا. فإطعام جائع أو كسوة عارٍ قد تكون أفضل من أعمال أخرى في ظروف أخرى.​
  2. صلة الرحم: إذا كان من رحمك وأقربائك من هم في حاجة للصدقة. فالبدء بالأقربين أولى، بل ويعزز الروابط الأسرية ويزيد من الأجر. 

والدليل: قال النبي  ﷺ: “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة“.​

  1. استمرارية النفع: لأن وقتنا في الدنيا محدود، الصدقات التي يستمر نفعها تعد من أعظم الأعمال، مثل بناء المساجد أو حفر الآبار. 

قال النبي  ﷺ: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية…”.

  1. السرية في العطاء: إخفاء الصدقة يخلق الإخلاص ويبعد عنك شبهة الرياء. قال تعالى: “إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ”.​
  2. التوقيت والمكان: اختيار الأوقات والأماكن التي يشتد فيها الحاجة ..

أفضل وقت للصدقة

 إن اختيارك للوقت المناسب للصدقة يمكن أن يكون له تأثير كبير على ثوابها وأثرها.

أفضل الأوقات للصدقة:

  1. شهر رمضان: في رمضان شهر حصاد السنة كلها، تتضاعف الحسنات وتُفتح أبواب الجنة ولذلك الصدقة في رمضان من أفضل الأوقات.

 كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.

  1. العشر الأوائل من ذي الحجة: هذه الأيام المباركة يُحب فيها العمل الصالح إلى الله، بما في ذلك الصدقة. 

قال النبي ﷺ: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”.

  1. أوقات البلاء والأزمات: عندما يكون الناس في ضيق أو كرب، تكون الصدقة لهم أعظم أثرًا وأجرًا.

 قال النبي ﷺ: “مَن نَفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا، نَفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامة”.

  1. عند الصحة والخوف من الفقر: الصدقة وأنت صحيح وتخشى الفقر لها أجر عظيم. قال النبي ﷺ “أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر”.

ولا تنسى أن: الصدقة ليست فقط مالًا، بل يمكن أن تكون ابتسامة، كلمة طيبة، أو مساعدة محتاج.

أفضل أنواع الصدقات

الصدقة الجارية – كنز لا ينقطع أجره!

كل مرة يشرب فيها شخص من بئر بنيته، أو يقرأ من مصحف تبرعت به، أو يتعلم علمًا في مدرسة ساهمت في بنائها، يُكتب لك أجره! قال النبي ﷺ:

“إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم).

تعرف الآن على أفضل أنواع الصدقات الجارية

فابحث عن مشروع يبقى أثره حتى بعد رحيلك، واجعل لك نصيبًا في وقف النخيل الخيري ، بناء مسجد، كفالة يتيم، توصيل مياه للأسر الفقيرة ، أو دعم مشروع تعليمي.

إطعام الطعام 

ما أعظم أن تُشبع جائعًا، أن تمسح دمعة محتاج، أن تكون سببًا في إدخال السرور عليه! 

قال رسول الله ﷺ:

“أَيُّما مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ” (رواه الترمذي).

وفي رمضان، حيث تتضاعف الأجور، يكفيك أن تفطّر صائمًا ليكون لك مثل أجره، دون أن ينقص من أجره شيء!

كفالة الأيتام

هل تعلم أن كفالة اليتيم ليست مجرد مساعدة مالية؟ بل هي باب مفتوح للقرب من النبي ﷺ، حيث قال:
“أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا” وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى (رواه البخاري).

تصور أن تكون بجوار النبي ﷺ في الجنة، فقط لأنك كنت سببًا في إسعاد قلب طفل ليس له أحد!

قضاء الدين عن معسر

كم من إنسان ينام مهمومًا، مثقلًا بالديون، يتمنى يدًا تمتد إليه لتخفف عنه؟ 

أنت تستطيع أن تكون هذه اليد، أن تكون سببًا في أن يدعو لك شخص لا تعرفه، أن يُفرّج الله كربك يوم القيامة لأنك فرّجت كربة مسلم! 

قال النبي ﷺ: “من يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة” (رواه مسلم).

الصدقة في الخفاء

هناك شيء عظيم في أن تعطي دون أن يعلم أحد، أن تكون يدك تمتد بالعطاء لكن لا ترى شمالك ما أنفقت يمينك. 

قال النبي ﷺ عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:

“ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه” (متفق عليه).

أن تكون من هؤلاء الذين يُظللهم الله يوم القيامة، فقط لأنك أعطيت لوجهه جل وعلى، لا تنتظر شكرًا ولا مدحًا من أحد!

الصدقة ليست مالًا فقط…
قد تظن أن العطاء يقتصر على المال، لكنه أوسع من ذلك بكثير!

  • ابتسامة في وجه أخيك صدقة.
  • كلمة طيبة تواسي بها أخيك صدقة.
  • إصلاح بين متخاصمين صدقة.
  • مساعدة محتاج بوقتك أو جهدك أو حتى استماعك صدقة.

أفضل الصدقات إطعام الطعام

إطعام الطعام يُعتبر من أفضل أنواع الصدقات في الإسلام، لما له من تأثير مباشر على حياة الفقراء والمحتاجين، وعلى الأمة الإسلامية بشكلٍ عام.

وقد حثّنا الله تعالى على إطعام الطعام في قوله: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” (الإنسان: 8). 

كما أكّد النبي ﷺ على فضل إطعام الطعام بقوله: “أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام

الخير واسع، والفرص كثيرة… فأي باب ستطرق اليوم؟
كل يوم هو فرصة جديدة للصدقة، فابحث عن باب يوصلك إلى رضا الله، وابدأ من الآن، لأن أجمل ما في الصدقة… أنك تعطي، فتُعطى من الله الكريم أضعافًا على قدر كرمه!

تبرع  الآن لمشروع  الوجبات الغذائية الجافة لتوزيع المساعدات العينية من المواد الغذائية الأساسية للأسر الفقيرة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *