هل يجوز التصدق بنية معينة

النية الصادقة هي أساس قبول الأعمال، وجوهر كل عبادة يتقرب بها العبد إلى الله، ومنها الصدقة.

فقد قال النبي ﷺ: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى” (متفق عليه)، مما يدل على أن الأجر يرتبط بنية العطاء لا بمقداره.

والصدقة التي تُقدَّم خالصة لوجه الله، سواء أُعلنت أو أُخفيت، تكون سببًا لمضاعفة الحسنات، ونماء الرزق، ودفع البلاء، كما قال تعالى: “إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ” (البقرة: 271).

لكن هل يجوز التصدق بنية تحقيق أمر معين، مثل الزواج، الرزق، التوفيق في الامتحان، أو قضاء الحاجة؟

وما حكم ذلك في الشريعة الإسلامية؟ وما مدى ارتباط النية بنتائج الصدقة؟

هذه التساؤلات تطرح نفسها عند كثير من الناس الذين يرجون الخير من الله …

تابع معنا، لتعرف..

هل يجوز التصدق بنية معينة

الصدقة من العبادات العظيمة التي شرعها الله رحمة بعباده، وجعلها بابًا لتكفير الذنوب، وزيادة البركة، ودفع البلاء.

وقد يتساءل البعض: هل يجوز التصدق بنية تحقيق منفعة دنيوية، مثل النجاح في الدراسة، أو الحصول على وظيفة، أو الزواج أو أو ….؟

الإسلام لا يمنع العبد من الرجاء في فضل الله، فقد قال تعالى: “وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ” (البقرة: 272)، أي أن كل عمل خير يعود نفعه على صاحبه في الدنيا والآخرة. كما قال النبي ﷺ: “داووا مرضاكم بالصدقة” (رواه البيهقي)، مما يدل على أثرها في جلب الخير وتيسير الأمور.

وقد أوضح العلماء، مثل ابن عثيمين وابن باز رحمهما الله، أن الجمع بين النية الدنيوية والأخروية في العبادات جائز، طالما أن النية الأولى هي التقرب إلى الله.

فمن تصدق وهو يرجو رضا الله، إلى جانب تحقيق منفعة دنيوية، فلا حرج عليه، بل هو من باب التعرض لفضل الله ورحمته.

ما هي أفضل نية عند التصدق؟

رغم جواز التصدق بنية قضاء حاجة دنيوية، إلا أن الأفضل أن يكون الدافع الأساسي هو الإخلاص لله، واليقين بأن الله سبحانه سيجزي العبد خيرًا في الدنيا والآخرة. فقد قال تعالى: “مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا” (النمل: 89). فالصدقة الخالصة تورث البركة، وتكون سببًا للخير المضاعف في حياة الإنسان.

ومع ذلك، يُستحب أن يكون الدافع الأساسي للصدقة هو التقرب إلى الله تعالى وطلب رضاه، مع تفويض أمر تحقيق المنافع الدنيوية إليه سبحانه، إذ يقول الله تعالى: (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى: 17].

بناءً على ذلك، لا بأس في التصدق بنية تحقيق أمنية أو قضاء حاجة دنيوية، مع مراعاة أن يكون الهدف الأسمى هو نيل رضا الله تعالى وثوابه في الآخرة.

الصدقة بنية تحقيق أمنية

فيما يتعلق بالصدقة بنية تحقيق أمنية أو قضاء حاجة دنيوية، فقد أُتِيَ بعدة مواقف شرعية تبيّن أن النية في الصدقة من الأمور المقبولة إذا كانت النية تُقرِّب العبد إلى الله تعالى. فيما يلي توضيح لكل حالة:

حكم الصدقة بنية تحقيق أمنية أو قضاء حاجة

الصدقة من أبواب الخير التي وعد الله عباده بجزائها في الدنيا والآخرة، وهي سبب في البركة، تفريج الكروب، ودفع البلاء. لكن هل يجوز التصدق بنية تحقيق أمنية أو قضاء حاجة؟

هل تجوز الصدقة بنية تحقيق أمنية؟

نعم، يجوز للمسلم أن يتصدق بنية تحقيق أمنية معينة بشرط الإخلاص لله والتوكل عليه، لأن الله هو الميسر لكل الأمور.

الصدقة بنية الزواج من شخص معين

التصدق طلبًا لتيسير الزواج، حتى لو كان من شخص محدد، أمر مباح، ولكن الأهم هو الدعاء والتوكل على الله أيضًا، مع القناعة بأن الله يختار لعبده الخير، حتى لو لم يتحقق الأمر كما يريده.

الصدقة بنية زيادة الرزق

الله وعد المنفقين بالزيادة، فقال: “وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ” (سبأ: 39). لذا، التصدق بنية توسيع الرزق أمر جائز، لكن يجب أن يكون الدافع الأساسي هو التقرب إلى الله.

اقرأ ايضا : هل يجوز عمل الصدقة الجارية لأكثر من شخص؟

الصدقة بنية التوفيق في الامتحان

يجوز التصدق مع الدعاء والاجتهاد، فالصدقة تزيد الطمأنينة وتساعد في تخفيف القلق، لكن النتيجة بيد الله، وليست الصدقة بحد ذاتها سببًا للنجاح.

الصدقة بنية قضاء الحاجة

الصدقة من أسباب تفريج الهموم، ومن تصدق طلبًا لقضاء حاجة، فلا بأس بذلك، مع الإيمان بأن الله هو القاضي والميسر، وليس مجرد فعل الصدقة وحده.

حكم الصدقة بنية قضاء الحاجة

يجوز إخراج الصدقة بنية تحقيق منفعة دنيوية، لكن الأهم أن تكون النية خالصة لوجه الله، مع الثقة بأن الخير يأتي من عنده.

الخلاصة

الصدقة عبادة عظيمة، وأي نية صالحة مرتبطة بها مقبولة، لكن يبقى الأساس الإخلاص والتوكل على الله، فهو الذي يقضي الحاجات ويحقق الأمنيات وفق حكمته.

تواصل معنا الآن وتعرف على دور وقف النخيل الخيري في تمويل ودعم المشروعات الخيرية.

التصدق مع مشروع وقف النخيل الخيري بالم

تخيل زراعة نخلة تُثمر الخير لعقود!

مشروع “وقف النخيل الخيري بالم أواسيس” من جمعية الثمرات الخيرية يهدف لزراعة 12,000 نخلة على 200 فدان في واحة الفرافرة بالوادي الجديد.

تُستخدم عوائد النخيل في دعم مبادرات خيرية مثل بناء المستشفى في إدكو، كفالة الأيتام، تجهيز العرائس وبناء المساجد.

بالنخيل الذي يعيش 70-100 سنة ويدعم خطة الدولة لزراعة 5 ملايين نخلة.

يمكنك المساهمة بوقف نخلة كاملة بـ6,500 جنيه أو بدفع 500 جنيه شهريًا، مع شهادة متابعة للمشروع.