الصدقة الجارية هي أعظم استثمار يمكن أن يقدمه الإنسان لنفسه في الدنيا والآخرة، فهي لا تتوقف عند لحظة العطاء …
بل تستمر فوائدها لتصل إلى أجيال قادمة. عندما يختار الإنسان أن يضع ماله في مشروع خيري مستدام، فإنه يزرع بذرة خير تنمو وتؤتي ثمارها باستمرار، سواء كان ذلك عبر زراعة نخلة، أو بناء مسجد، أو مشروع سقيا الماء يروي عطش المحتاجين.
في هذا المقال، سنتعرف على أهم مصارف الصدقة الجارية، وكيف وأين يمكن لك أن تشارك في أعمال خيرية تضمن لك أجراً مستمراً…
مصارف الصدقة الجارية الشرعية
الصدقة الجارية هي أعظم استثمار يمكن للإنسان أن يقدمه في حياته، لأنها لا تتوقف عند حدود الزمان والمكان، بل يستمر أجرها حتى بعد وفاته.
وقد قال النبي ﷺ: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم).
لكن كيف يمكننا أن نجعل صدقاتنا دائمة النفع؟ وما هي أفضل المصارف التي يمكن أن تذهب إليها؟
جاء في رد لدار الافتاء المصرية عن سؤال حول مصارف الصدقة الجارية وكان الرد كالتالي :
وعليه وفي واقعة السؤال: فكل ما كان وقفًا يكون مصرفًا للصدقة الجارية كبناء المساجد والمدارس والمعاهد الدينية والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية ومراكز محو الأمية وبناء الجسور وشق الأنهار والترع واستصلاح الأراضي وبناء الحصون للدفاع عن الأمة، كل ذلك وأمثاله مما يُخرِجه الواقف عن ملكه إلى ملك الله تعالى، وتكون غَلَّته ورِيعه لجهات الخيرات المختلفة؛ يكون بنودًا لمصارف الصدقة الجارية
مصارف الصدقة الجارية في مشروع وقف النخيل الخيري بالم أواسيس
وقف النخيل الخيري، من أفضل الصدقات الجارية، لأن ثمارها يستفيد منها الناس لسنوات طويلة ويذهب ريعها وعوائدها على مشاريع خيرية مستدامة لا حصر لها!
كما أنها تسهم في تحسين البيئة وتوفير الغذاء للمحتاجين.
وفي هذا السياق، تعمل مبادرات مثل بالم أواسيس على توفير فرص للمشاركة في مشاريع وقف النخيل.
إذ يسهم وقف النخيل الخيري في:
- بناء المساجد
المسجد هو مركز روحي واجتماعي للمجتمع، وأي شخص يساهم في بنائه ينال أجر كل من يصلي فيه. كل ركعة، كل تلاوة للقرآن، وكل دعاء يُرفع بين جدرانه يكون في ميزان حسنات المتبرع.
قال النبي ﷺ: “من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتًا في الجنة” (رواه البخاري ومسلم).
- تحفيظ القرآن
دعم تعليم القرآن الكريم صدقة جارية، فقد قال النبي ﷺ: “خيركم من تعلم القرآن وعلّمه” (رواه البخاري). - دعم المشروعات الصغيرة
تمكين الأسر المحتاجة من خلال دعم المشروعات الصغيرة، مما يعزز استقلالهم المالي ويحقق لهم الكفاية دون طلب المساعدة من الناس. قال ﷺ: “ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة”. - الفحوصات والعلاجات
تقديم العلاج للمحتاجين من أعظم أعمال البر. قال النبي ﷺ: “من فرّج عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، فرّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة” (رواه مسلم). - الأدوية والمستلزمات الطبية
مساعدة المرضى في الحصول على العلاج صدقة عظيمة، فقد قال النبي ﷺ: “داووا مرضاكم بالصدقة” (رواه الطبراني). - الكسوة الشتوية
توفير الملابس لمن يحتاجها عمل صالح، فقد قال النبي ﷺ: “من كسا مسلمًا ثوبًا على عُريٍ كساه الله من خضر الجنة” (رواه الترمذي). - رعاية طلاب العلم
طلب العلم من أفضل الأعمال، قال النبي ﷺ: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة” (رواه مسلم). - أجهزة ذو الهمم
وفي الحديث يقول ﷺ: “مَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”. مساعدة ذوي الهمم تندرج ضمن إعانتهم على حياة كريمة. - كسوة العيد
إدخال السرور على الفقراء في الأعياد من أحب الأعمال إلى الله، قال ﷺ: “أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم” (رواه الطبراني). - تبرع سقيا الماء
قال النبي ﷺ: “أفضل الصدقة سقي الماء” (رواه أحمد)، وهي من تفريج الكربات أيضًا. - ملابس لطلاب الجامعة
إعانة الطلاب على استكمال تعليمهم من أبواب الخير، فقد قال ﷺ: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” (رواه مسلم). - بناء الأسقف
تأمين مأوى آمن للأسر المحتاجة عمل صالح، فقد قال النبي ﷺ: “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته” (رواه مسلم). - توفير أثاث الأسر
إعانة الفقراء على الحياة الكريمة من أعمال البر، قال الله تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة: 195). - تجهيز العرائس غير القادرين والأيتام
قال النبي ﷺ: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله” (رواه البخاري). - الوجبات الغذائية الجافة
إطعام الطعام من أبواب الخير، قال النبي ﷺ: “أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام” (رواه الترمذي). - مشروع الوجبات الساخنة
قال النبي ﷺ: “أيما مؤمن أطعم مؤمنًا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة” (رواه الترمذي). - تبرعات رمضان
قال النبي ﷺ: “من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء” (رواه الترمذي). - تبرع للمرضى
دعم علاج المرضى من أعظم القربات، فقد قال النبي ﷺ: “من مشى في حاجة أخيه كان خيرًا له من اعتكاف عشر سنين” (رواه الطبراني). - إهداء تبرع لشخص
التبرع باسم شخص آخر يدخل في الصدقات الجارية، كما ورد أن النبي ﷺ تصدق عن والدته بعد وفاتها (رواه البخاري).
اقرأ ايضا :ما هي أماكن الصدقة الجارية في مصر
لماذا تعتبر زراعة النخيل خيارًا مثاليًا؟
- يستمر إنتاجها لسنوات طويلة، مما يعني أجرًا مستمرًا.
- يمكن توجيه ريع ثمارها لدعم المشاريع الخيرية الأخرى.
- تجمع بين أكثر من نية للخير من فك الكربات، وإدخال السرور، والتعاون على البر والتقوى …… وغير ذلك من النوايا.
قال النبي ﷺ: “ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة” (رواه البخاري ومسلم).