تخيّل أن لديك فرصة لكسب أجر عظيم بأبسط عمل، وأن كل ما تتبرع به في أيام محددة يمكن أن يتضاعف أضعافًا لا تحصى!
عشر ذي الحجة ليست مجرد أيام عادية، بل هي أفضل أيام الدنيا، حيث تتضاعف فيها الحسنات، وتُفتح فيها أبواب الرحمة والمغفرة.
فما بالك إن اجتمعت هذه الأيام المباركة مع عمل من أعظم الأعمال وهو الصدقة؟
قد تكون دراهم قليلة، أو طعامًا يسد جوع محتاج، أو حتى مساهمة في مشروع خيري، لكن في هذه الأيام الفضيلة، كل عطاء يُباركه الله، وينمو ليصبح جبالًا من الحسنات.
فهل فكرت يومًا كيف يمكن لصدقة صغيرة في يوم عرفة أن تمحو ذنوبك؟ أو كيف يمكن أن تكون يد العون لمن يحتاجها، فتفوز بالدنيا والآخرة؟
في هذه المقالة، سنتحدث عن فضل الصدقة في عشر ذي الحجة، ولماذا تُعدّ من أفضل الأعمال في هذه الأيام، مدعومةً بالأحاديث النبوية، لنكتشف معًا كيف يمكن أن نجعل هذه الأيام فرصة لا تعوّض لزيادة الخير ومضاعفة الأجر.
فضل الصدقة في عشر ذي الحجة
تُعدُّ أيام عشر ذي الحجة من أفضل أيام السنة، حيث تتضاعف فيها الأجور وتُفتح فيها أبواب الخير على مصراعيها.
وقد ميَّزها الله تعالى بفضائل عظيمة، وجعل العمل الصالح فيها أحب إليه من أي وقت آخر…
ومن بين هذه الأعمال الصالحة تأتي الصدقة، التي تُعدُّ بابًا عظيمًا من أبواب التعاون البر والتقوى.
الصدقة في هذه الأيام المباركة ليست كأي صدقة، فهي تأتي في وقت تزداد فيه محبة الله فيه الأعمال الصالحة إلى الله.
فتكون سببًا لمضاعفة الأجر وتكفير السيئات، ورفع الدرجات.
قال الله تعالى: “وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ” (البقرة: 276)، أي إنه يضاعف أجرها ويزيدها.
حديث فضل الصدقة في عشر ذي الحجة
حديث ابن عباس عن فضل العشر:
قال النبي ﷺ:
“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” – يعني العشر الأوائل من ذي الحجة –
قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء” (رواه البخاري).
وهذا يدل على عِظم هذه الأيام عند الله وعند المؤمنين وفضل الصدقة فيها، فهي من أعظم القربات وأفضل الأعمال التي يُمكن أن يقدِّمها المسلم لنفسه.
وفي حديثٍ آخر …
قال النبي ﷺ: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء” (رواه الطبراني). فما أعظم أن يكون إحسانك للناس سببًا لحفظك، وسببًا لمضاعفة أجرك في هذه الأيام العظيمة.
قال العلماء: والمراد بميتة السوء أو مصارع السوء: ما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم.
اقرأ ايضا : افضل الاعمال في عشر ذي الحجة
فضل الصدقة في يوم عرفة
يوم عرفة: هو أفضل أيام عشر ذي الحجة، ويوم تُغفر فيه الذنوب وتُعتق فيه الرقاب من النار.
قال النبي ﷺ: “إن الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل” (رواه مسلم).
أي أن الله يُنمي الصدقات حتى تصبح بحجم الجبال يوم القيامة.
والصدقة يوم عرفة سببٌ لمغفرة الذنوب ومضاعفة الأجر، خاصة مع صيام هذا اليوم، إذ قال النبي ﷺ عن صيامه: “يكفر السنة الماضية والباقية” (رواه مسلم).
تبرع في العشر من ذي الحجة
هذه الأيام المباركة فرصة عظيمة لا تعوَّض، فاحرص على إخراج الصدقات فيها، سواء كانت مالًا، طعامًا، كسوةً للمحتاجين، أو دعمًا للمشاريع الخيرية.
يُمكنك المشاركة في مشاريع وقف النخيل الذي يذهب ريعه في تمويل المشاريع الخيرية الأخرى.
قال النبي ﷺ: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” (رواه الترمذي). حديث صحيح أو حسن.
فلا تحرم نفسك من هذا الأجر العظيم، واغتنم العشر من ذي الحجة بالصدقة لتكون لك نورًا في الدنيا والآخرة.