الفرق بين الصدقة وكفالة اليتيم

الإنفاق في سبيل الله فضائل عظيمة، سواء كان في صورة صدقة تُدفع للمحتاجين، أو كفالة لليتيم تُرعى بها حياته ويُعوض بها فقدانه.

وقد وعد النبي ﷺ بمرافقة كافل اليتيم في الجنة، وجعل الصدقة سببًا في تطهير المال ودفع البلاء.

فكيف يمكن الجمع بين الصدقة وكفالة اليتيم؟ وما الفرق بين أثر كل منهما في حياة المتصدق والمنتفع؟

هل كفالة اليتيم تعتبر صدقة جارية؟

كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي رغب فيها الإسلام، وجعلها من أسباب القرب من النبي ﷺ في الجنة، فقد قال:

“أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا” وأشار بالسبابة والوسطى (رواه البخاري).

أما من حيث كونها صدقة جارية، فهذا يعتمد على نوع الكفالة:

إذا كانت الكفالة تشمل توفير طعام وكساء ومصاريف يومية، فهي صدقة عظيمة لكنها ليست جارية، لأن أثرها ينتهي بانتهاء الإنفاق.
إذا كانت الكفالة تشمل أمورًا مستدامة أو جارية، مثل:
- بناء منزل أو دار أيتام.
- تمويل تعليم اليتيم حتى يستغني بنفسه.
- إنشاء وقف يعود ريعه على الأيتام.
فهي صدقة جارية، لأن نفعها يستمر حتى بعد وفاة المتصدق، كما قال النبي ﷺ:”إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم).

تتنوع صور كفالة اليتيم وفق حاجة اليتيم واستطاعة الكافل، ومنها:

الكفالة التعليمية: تغطية تكاليف الدراسة والكتب لتأمين مستقبل الأيتام.
الكفالة الصحية: توفير الرعاية الطبية والعلاج لضمان صحة اليتيم.
الكفالة الاجتماعية والنفسية: مساعدة اليتيم على الاندماج في المجتمع وتنمية مهاراته.