الصدقة اليومية هي فرصة للبركة في أمور دنياك وهي من الأعمال الصالحة التي حث عليها الاسلام حيث يقول النبيُّ ﷺ: ما من يومٍ يُصْبِح فيه الناسُ إلَّا وينزل ملكان، يقول أحدُهما: اللهم أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقول الثاني: اللهم أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ، فكل يوم يحمل لك فرصًا جديدة لمحو الذنوب، ومضاعفة الأجر، وزيادة البركة في رزقك.
فما هو فضل الصدقة اليومية ، وكيف تتصدق يوميا ستجد الإجابة في السطور القادمة!
فضل الصدقة اليومية
الصدقة اليومية تحمل في طياتها فضائل عظيمة تعود بالنفع على الفرد والأمة الإسلامية.
فهي وسيلة لتطهير النفس وتزكيتها. ومن أبرز فضائل الصدقة:
- دفع البلاء: الصدقة تدفع عنك المصائب قبل أن تصل إليك، وتكون سببًا في شفاء مرض، أو نجاة من كرب، أو تفريج همّ لا تعلم به.
- جلب الرزق: كل درهم تنفقه في الخير يعود إليك بأضعاف مضاعفة، وربما بطريقة لم تتوقعها.
- راحة القلب وطمأنينة النفس: لا يوجد شعور أجمل من أن تكون سببًا في إسعاد شخص محتاج، ولو بابتسامة أو كلمة طيبة.
- إطفاء غضب الله ومحو الخطايا: حيث قال النبي ﷺ: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”.
- الوقاية من النار: النبي ﷺ على التصدق ولو بالقليل، قائلاً: “اتقوا النار ولو بشق تمرة”.
- الشفاء من الأمراض: حيث قال ﷺ: “داووا مرضاكم بالصدقة”.
- زيادة الرزق والبركة: فالصدقة تجلب البركة وتزيد من الخير في المال، كما في الحديث القدسي: “يا ابن آدم! أَنفقْ أُنفقْ عليك”.
- الظل يوم القيامة: المتصدق يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
- تطهير النفس من الشح والبخل: الصدقة تزرع في النفس حب العطاء وتخلصها من الصفات الذميمة.
- تحقيق العدالة الاجتماعية: من خلال مساعدة المحتاجين، تسهم الصدقة في تقليل الفجوة بين فئات المجتمع بين الفقراء والأغنياء.
تعرف الآن على أفضل أنواع الصدقات الجارية
أثر الصدقة اليومية
للصدقات بركة في الدنيا والآخرة، تطهر المال وتزكي النفس، وتدفع البلاء عنك وعن من تحب …
أثر الصدقة اليومية: بركةٌ في الدنيا ونجاةٌ في الآخرة
الصدقة اليومية، كل درهم أو لقمة طعام أو حتى كلمة طيبة تقدمها، تعود إليك بأضعافها في الدنيا قبل الآخرة.
مضاعفة الأجر: قال النبي ﷺ: “أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ.” تخيل أن حسنة صغيرة يومية قد تكون سببًا في دخولك الجنة!
أثر الصدقة في حياتك اليومية:
- تُطهّر مالك وتزيده: قال الله تعالى: “يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ” (البقرة)، أي أن الله يبارك في مال المتصدق ويزيده بطريقة لا يتوقعها ولا يعقلها العبد.
- دفع البلاء والمصائب، وشفاء لك ولمن تحب: الصدقة ترفع عنك شرورًا كل يوم من هم أو مصيبة لا تعرف عنها شيء أو حتى مرض دفعه الله عنك بالصدقة. فقد قال النبي ﷺ: “داووا مرضاكم بالصدقة.”
- راحة نفسية وسعادة دائمة: الصدقة تولّد شعورًا داخليًا بالسعادة والطمأنينة، وتُشعرك بأنك جزء من حل مشاكل الآخرين.
- تسهيل الأمور وفتح الأبواب المغلقة: كثير من الناس يرون تحسنًا في أمورهم المالية أو الشخصية بعد التزامهم بالصدقة اليومية.
أثر الصدقة بعد الموت:
- تبقى الصدقة اليومية صدقة جارية مستمرة في حسناتك حتى بعد وفاتك، مثل بناء مسجد، المساهمة في وقف خيري ، أو طباعة مصاحف.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رسول ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
- تنير قبرك وتكون سببًا في نجاتك يوم القيامة، بدليل حديث النبي ﷺ: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.”
كيف تتصدق يوميًا؟
- ضع مبلغًا بسيطًا يوميًا في صندوق الصدقة في منزلك، واجعله عادة لا تتوقف.
- لا تستهِن بالكلمة الطيبة، فهي أيضًا صدقة.
- ساعد شخصًا بحاجة إلى طعام أو شراب، حتى لو كان عامل نظافة أو بائعًا متجولًا.
- أنفق في سبيل الله عبر التبرع للمشاريع الخيرية، ولو بمبلغ قليل.
وأفضل هذه الفرص هي الصدقة في رمضان!
فمن يعمل في رمضان وينوي الإخلاص أمام الله، طالبًا مرضاة الله في كل يوم، لا يستوي هو ومن يعمل ويجتهد في العشر الأواخر من رمضان!
ومع كل إحسان تقدمه يفتح لك الله أبواب الرزق بطرق لا تتوقعها.
فرمضان هو موسم الخير والعطاء، فكيف تجعل الصدقة عادة يومية تُغير بها حياتك، وتظهر أمام الله أنك صادقًا في رحمته وكرمه ولطفه؟
تجربتي مع الصدقة اليومية – قصة من زمن الصحابة
يروى أن رجلًا جاء إلى العالم الجليل عبد الله بن المبارك يشكو له من قرحة في ركبته استمرت سبع سنوات …
جرب خلالها مختلف أنواع العلاج دون جدوى.
فأوصاه ابن المبارك بحفر بئر في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء، مؤكدًا له أن تدفق الماء قد يوقف النزيف. استجاب الرجل للنصيحة وحفر البئر، فشُفيت قرحته بفضل الله.
هذه القصة هي تجربة حقيقية تبرز كيف يمكن للصدقة الجارية، كحفر بئر لتوفير الماء، أن تكون سببًا في شفاء الأمراض ودفع البلاء.
تجربة أخرى للصدقة
في زمن النبي ﷺ، برز الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه بموقف نبيل يعكس فضل الصدقة الجارية.
عندما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة، واجهوا نقصًا في المياه العذبة، حيث كانت بئر رومة المصدر الرئيسي…
ولكنها كانت مملوكة لرجل يبيع ماءها بثمن مرتفع!
فحثّ النبي ﷺ على شراء البئر لتكون وقفًا للمسلمين، فتقدم عثمان رضي الله عنه واشترى البئر بماله الخاص، وجعلها صدقة جارية للمسلمين، يستفيدون منها دون مقابل.
نية الصدقة يوميًا بمبلغ معين، وتأخير إخراجه كله آخر الشهر
نية التصدق يوميًا بمبلغ معين ثم جمع هذه المبالغ وإخراجها دفعة واحدة في نهاية الشهر جائزة شرعًا، وتحصل على أجر النية اليومية للصدقة.
فقد أوضح الشيخ سعد بن تركي الخثلان أنه لا حرج في ذلك، وأن الأجر يُكتب بنيتك اليومية، حتى لو أخرت إخراج المبلغ لنهاية الشهر.
ومع ذلك، يُستحب تعجيل إخراج الصدقة ما دمت قادرًا، لأن ذلك يحقق نفعًا أسرع للمحتاجين ويعظم الأجر.
فقد قال النبي ﷺ: “تصدقوا قبل أن لا تصدقوا”، مما يدل على فضل المبادرة بالصدقة.
بمعنى، إذا كانت هناك حاجة ملحة لدى المستحقين، فالأفضل تعجيل إخراج الصدقة.
أما إذا كان التأخير لتحقيق مصلحة، مثل جمع مبلغ أكبر لتلبية احتياج معين، فلا بأس بذلك، وتحصل على أجر نيتك اليومية بإذن الله.
أفكار للصدقة اليومية
من المشاريع المميزة التي توفر فرصة للصدقة الجارية اليومية المستدامة هو مشروع وقف النخيل الخيري بالم أواسيس
إليك بعض الأفكار للمساهمة اليومية من خلال هذا المشروع:
- التبرع اليومي المرن: يمكنك تخصيص مبلغ يومي، ولو كان بسيطًا، والمساهمة به في مشروع وقف النخيل. يبدأ التبرع من 50 جنيهًا مصريًا، مما يتيح لك المشاركة بما يتناسب مع إمكانياتك.
- نظام التقسيط الشهري: إذا رغبت في تقديم صدقة جارية أكبر وتأخيرها في العشر الأواخر، يمكنك دفع 500 جنيه شهريًا حتى تصل إلى تكلفة زراعة نخلة كاملة، والتي تبلغ 6500 جنيه مصري.
- المساهمة بتكلفة زراعة نخلة: كل نخلة تُزرع تنتج حوالي 8 فسائل جديدة، مما يعني أن مساهمتك ستستمر في النمو وتضاعف الأجر والثواب على مر السنين.
- إهداء الصدقة الجارية: يمكنك نية التبرع اليومي كصدقة جارية عنك أو عن أحبائك، سواء كانوا أحياءً أو متوفين، ليكون ذلك صدقة جارية تدر عليهم الحسنات باستمرار.
والجميل في مشروع بالم أواسيس، أن عوائد مشروع وقف النخيل تذهب في مشاريع جارية أخرى لا حصر لها.
تذكّر: قد تكون الصدقة اليومية بسيطة في نظرك، لكنها عند الله عظيمة، وربما تكون سببًا في تغيير حياتك للأفضل!
تبرع الآن بالمساهمة في تكلفة نخلة لتكن لكل صدقة يومية مستدامة .