كثيرون يتصدقون، طامعين في الأجر والثواب، لكن هل فكرت يومًا أن صدقتك قد لا تُقبل؟ نعم، ليس كل مال يُنفق في سبيل الله يُكتب في ميزان الحسنات!
فالصدقة في الإسلام ليست مجرد تبرعٍ عابر، بل عبادة لها شروط دقيقة تجعلها مقبولة عند الله.
فما هي الأخطاء التي قد تجعل الصدقة غير مقبولة؟
وكيف يمكن أن نضمن أن صدقاتنا تصل إلى الله خالصة وتكون سببًا في مضاعفة الأجر ورفع الدرجات؟
في هذا المقال، سنستعرض الشروط الصدقة المقبولة في الإسلام؟، حتى يكون كل جنيه أو درهم أو ريال تتصدق به مفتاحًا لرضا الله ودخول الجنة.
تابع معنا!
شروط الصدقة وقبولها
قال الله تعالى في فضل الصدقة المخفية: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة: 271). أشار إلى أن الله ينظر إلى قلوب العباد وأعمالهم، وليس إلى صورهم أو أموالهم، حيث قال: “إنَّ الله لا يَنْظُرُ إلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ” لتحقيق الأجر الكامل من الصدقة، يجب مراعاة عدة شروط أساسية:- الإخلاص في النية: يجب أن تكون الصدقة خالصة لوجه الله تعالى، بعيدًا عن الرياء أو السعي وراء السمعة.
تعرف الآن على أمثلة على الصدقة الجارية
مستحبات المتصدق
الإخلاص والنية الصالحة، والصدقة على أهل القربى وغير ذلك …- الإخلاص لله تعالى: ينبغي أن تكون نية المتصدق خالصة لوجه الله، دون سعي وراء سمعة أو مصلحة دنيوية.
- الصدقة بنية الجهاد: قال تعالى:”هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ”
- تقديمها بسرور: يُستحب أن يُقدم المتصدق صدقته بطيب نفس ورغبة صادقة في المساعدة، بعيدًا عن التردد أو الإكراه.
- البدء بالأقارب المحتاجين: يُستحب أن يبدأ المتصدق بأقربائه المحتاجين، حيث يجمع بذلك بين صلة الرحم والصدقة.
- السرية في العطاء: يفضّل إخفاء الصدقة لتكون بينك وبين الله، إلا إذا كان في الإعلان عنها تشجيع للآخرين على التصدق.
- الاستمرارية ولو بالقليل: الاستمرار في التصدق، حتى بمبالغ صغيرة، له أثر كبير عند الله.
شروط المال المتصدق به
- الحلال والطهارة: يجب أن يكون المال من مصدر حلال ومشروع، فلا تُقبل الصدقة من مال حرام أو مشبوه.
- الملكية التامة: يجب أن يكون المتصدق مالكًا للمال بشكل كامل، فلا يجوز التصدق بمال لا يملكه أو لم يحصل على إذن صاحبه.
- خلو المال من الديون: يُعتبر سداد الديون واجبًا شرعيًا على المدين، بينما تُعد الصدقة عملاً تطوعيًا مستحبًا. لذلك، إذا كان الشخص مدينًا ولديه مال محدود، فإن الأولوية تكون لسداد الدين قبل التصدق.
تعرف على حكم التصدق على غير المسلمين
مبطلات الصدقة
من مبطلات الصدقة المنّ والأذى، والرياء، والتصدق بالمال الحرام غير الطيب. ولذلك، تذكير المتصدق عليه بالصدقة أو إيذاؤه يبطل أجر الصدقة. وقد حذّر الله سبحانه وتعالى من هذا السلوك في قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ” (البقرة: 264). في هذا السياق، يُشبّه الله تعالى من يتصدق رياءً بصخرة ملساء عليها تراب، فإذا نزل عليها مطر غزير، أزال التراب وبقيت الصخرة عارية، مما يدل على بطلان الأجر، ومن يتصدق بهدف الظهور أمام الناس أو يمن على غيره = بطلان الأجر.- الرياء: القيام بالصدقة بهدف الظهور أمام الناس ونيل مدحهم يُفقد الصدقة قيمتها عند الله.
- التصدق بمال حرام: الصدقة من مال غير مشروع لا تُقبل، مثل: السرقة، الربا، الغش، أو أي وسيلة تخالف الشريعة الإسلامية.