الوقف الخيري في الإسلام له قيمة وأهمية كبيرة جدًا ومن يدرك هذه القيمة سيعمل بجد وجهد كبير للوصول إليها وتحقيقها وأن يكون جزء منها، وقد يبحث العديد من الناس عن الوقف الخيري، في هذا المقال سنذكر ما هو الوقف الخيري، وأهميته في الإسلام وما هي أنواعه والمواضع التي ذُكر فيها في القرآن والسُنّة النبوية الشريفة، وكيف تصبح جزءً من هذا العمل العظيم من خلال مشروع بالم أواسيس.
تعريف الوقف
الوقف اصطلاحًا يعني المنع والمقصود بالمنع هنا هو منع صرف المال أو حبسه في شيء معين له فائدة مستمرة، مثلًا من خلال بناء مدرسة أو مستشفى أو مسجد، أو زراعة أرض وغيرها من الأشياء التي تعود بالفائدة والنفع على المجتمع والأفراد ولهذا يسمى وقف.الوقف الخيري في الإسلام
الوقف في الإسلام له أهمية كبيرة جدًا في الإسلام ولهذا هو مشروع في الإسلام ومستحب أيضًا لما فيه من أهمية وخير كبير، وكان عليه الكثير من الأدلة لمشروعيته في الإسلام.أهمية الوقف في الإسلام
الوقف بكل أشكاله له أهمية كبيرة وتأثير قوي من عدة جوانب وبطرق مختلفة مثل:- تحفيز المسلمين على عمل الخير وزيادة التعمير في الأرض.
- تعزيز الشعور بالغير والإجتهاد والعمل لمساعدة كل محتاج وتلبية احتياجه.
- تطوير المجتمعات وتحسين جودة حياة الإنسان.
- زيادة التعاون بين الأفراد وبعضهم البعض.
- نشر الخير والعمل الصالح.
- هو مثال قوي من الأمثلة على الصدقة الجارية؛ لأنه يدوم حتى يوم القيامة.
أنواع الوقف في الإسلام
تتعدد أنواع الوقف الخيري في الإسلام وهذا لتتناسب مع كل الأشخاص ويكون الأمر أكثر سهولة من أن عدم وجود إلا مكان واحد فقط، إليك أنواع الوقف في الإسلام:- وقف العقارات وهو أن تقوم بشراء عقار أو يكون لديك عقار ملكك بالكامل وتقوم بجعله وقف، مثل أن يكون مستشفى أو دار لرعاية الأيتام أو رعاية المسنين، أو بناء مسجد.
- الوقف العلمي، وهو الوقف الذي يكون بغرض تقديم التعليم سواء كان مدرسة أو دار لتعليم طلاب العلم، أو مكتبات مثلًا يتوفر فيها كتب علمية متنوعة بشكل مجاني لغير المقتدر على الدفع أو شراء الكتب.
- صناديق الوقف وهي التي تساعد في تسديد الديون عن الغارمين والمتعسرين في الدفع وتساعد في فتح آبار وتوصيل المياه إلى الأماكن التي تحتاج إلى ذلك.
الوقف في القرآن الكريم
لم يتم ذكر الوقف في القرآن الكريم بشكل صريح ولكن هناك بعض الآيات التي تعبر عن الوقف ولكن ليس بلفظ صريح:- {وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیر تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِیر} [سورة البقرة 110].
- {وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیء فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیكُم وَأَنتُم لَا تُظلَمُونَ} [سورة الأنفال 60].
- {مَّن ذَا ٱلَّذِی یُقرِضُ ٱللَّهَ قَرضًا حَسَنا فَیُضَـٰعِفَهُۥ لَهُۥۤ أَضعَافا كَثِیرَة وَٱللَّهُ یَقبِضُ وَیَبصطُ وَإِلَیهِ تُرجَعُونَ} [سورة البقرة 245].
الوقف في الحديث النبوي
هناك بعض الأحاديث النبوية التي ذُكر فيها الوقف وهذا لأهميته الكبيرة في الإسلام ولتأكيد مشروعيته والحث عليه على الرغم من أنه ليس بفرض وإنما مستحب ولكن رغم هذا كانت التوصية عليه كبيرة لكل مقتدر وهذا لأجره الكبير:- الوقف هو صدقة جارية وذُكر حديث عن الصدقة الجارية وكان هذا الحديث الوحيد المذكور فيه الصدقة الجارية ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لاِبْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ). [سنن ابن ماجة – 242]
- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ: أَصَابَ عُمَرُ بِخَيْبَرَ أَرْضًا فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ أَصَبْتُ أَرْضًا لَمْ أُصِبْ مَالاً قَطُّ أَنْفَسَ مِنْهُ، فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي بِهِ قَالَ: (إنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَهَا، وَتَصَدَّقْتَ بِهَا). فَتَصَدَّقَ عُمَرُ أَنَّهُ لاَ يُبَاعُ أَصْلُهَا وَلاَ يُوهَبُ وَلاَ يُورَثُ، فِي الْفُقَرَاءِ وَالْقُرْبَى وَالرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ، وَلاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ. [صحيح البخاري – 2772].